المقدمة العامة :
تعتبر المحاسبة تقنية كمية تعالج المعلومات و
البيانات الناتجة عن حركة الأموال بين الأعوان الإقتصاديين في إقتصاد ما .
تقوم
المحاسبة على نظام في تسجيل و ترتيب و التنسيق للمعلومات ، و هذا بعكس التقنيات
الكمية الأخرى و التي من بينها الإحصاء ، الإقتصاد القياسي و بحوث العمليات ...
الخ .
استطاعت
المحاسبة أن تأخذ موقعا هاما في المؤسسة و هذا راجع لتطبيقها الدائم و المطول في
المؤسسات الإقتصادية ، مما جعل هذه التقنية تتطور بتطور الإقتصاد الذي أدى إلى
توسيع المؤسسات من حيث الحجم و النشاط و منه إلى استعمالها عالميا .
تقنية المحاسبة ليست تقنية حيادية بل إنها
مطبقة حسب حاجة مستعملها و بالتالي هؤلاء يستعملون الأسلوب المحاسبي المناسب
لإحتياجاتهم فالرأسماليون مثلا يستعملون تقنية المحاسبة المالية التي من أهدافها
الأساسية تعظيم الأرباح .
على
العكس ، فإن المتعاملين الإقتصاديين العموميين هدفهم هو تلبية إحتياج محدد لذلك
فهم يفضلون نوع المحاسبة من نوع أوسع و ذلك لأن الإحتياج هو كمي قبل أن يترجم إلأى
شكل نقدي أو مالي .
فالمحاسبة هي العامل الأساسي للمعلومات عند
مستوى أي مؤسسة إقتصادية و هذا لأنها تصنف :
-
التسجيل المحاسبي
الزمني (التسلسلي) للعمليات التي قامت بها المؤسسة من عمليات الإستراد و البيع و تسجيلات الممتلكات المعنوية و الغير معنوية
(المادية) ، محاسبة أجور العمال للمؤسسة ، دفع الضرائب ... الخ .
-
تنسيق المعلومات بعد
القيام بهذه الأعمال ، كأعمال نهاية السنة (الدورة) "الجرد" و بعد ذلك
القيام بالميزانيات و جدول حسابات النتائج و جداول أخرى ملحقة .
-
وضع بين يدي مستعملي
معلومات جدول توزيع القيمة المضافة بين مختلف المتعاملين الإقتصاديين كعمال
المؤسسة و المؤسسات الأخرى ، المؤسسات المالية و الإدارات الجبائية .
-
التحليل المالي كحساب
رأس المال العامل ، تجميع الميزانية إلى كتل كبرى ذات معنى .
-
قياس مردودية أدائها
.
بصفة
عامة التقنية المحاسبية هي ضرورية لعدة أسباب من بينها :
*
توحيد البيانات : التوحيد الوظيفي و التوحيد الإقتصادي ،
فقواعد التوحيد من ناحية التسجيل و الترتيب و تلخيص البيانات الإقتصادية هو ضروري
للمؤسسة و الإقتصاد الوطني .
*
حساب الوعاء الضريبي ، فالمحاسبة تزود الإدارة الجبائية بالبيانات لتفسح لها مجال
مراقبة التصرفات الضريبية التي أعدت من قبل المؤسسة .
*
حماية المتعاملين مع المؤسسة ، الزبائن ، البنوك ، الموردين ، فلهم الحق على
الإطلاع على وضعية المؤسسة و على سبيل المثال لابد على المؤسسة أن تودع لدى
الهيئات المالية الوضعيات المحاسبية في حالة ما إذا فكرت في الحصول على قرض .
*
إن مسك المحاسبة و التسجيل العمليات حسب تواريخ حدوثها ، يكون دليل إثبات في حالة
وقوع نزاع بين التجار ، لذا فالمادة 12 من القانون التجاري الجزائري تنص أن :"الدفاتر
التجارية التي تمسك بشكل مضبوط يمكن أن تستخدم من قبل القاضي ، كدليل بين تجار
العمليات التجارية " .
و يكمن الدور الأساسي للمحاسبة العامة في
القيام بتسجيل بتسلسل زمني للعمليات التي تقوم بها المؤسسة و ذلك بهدف تلخيص نشاط
المؤسسة و إظهار وضعيتها المالية في جداول تلخيصية و تقارير التي تساعد مسيري
المؤسسات على إتخاذ القرارات ، فبدون هذخ التسجيلات اليومية أو الدورية للعمليات
لا يستطيع أن تكون جداول و لا تقارير حول الحالة المالية للمؤسسة ، من هذا نستطيع
أن نميز مدى أهمية التسجيلات المحاسبية لعملية الفوترة .
تستخدم المحاسبة لتسجيل العمليات و الفواتير و
الوثائق الرسمية الأخرى ، لذلك بدون الفاتورة و الوثائق الملحقة لها لا يمكن
القيام بالتسجيل المحاسبي ، لأن هذه الوثائق هي عبارة عن مبرر قانوني لكل عملية
لهذا حتى يكون التسجيل فعلي و دقيق فعلى المحاسب أيضا مراقبة هذه المستندات إن لم
تكن فيها أخطاء في المبالغ و أن هي مطابقة لمواصفات العقد أو الطلبية .
فما
هي الإجراءات اللازمة للقيام بالتسجيلات المحاسبية لعملية الفوترة ؟ و كيف تتم
التسجيلات المحاسبية لعملية الفوترة ؟
و لفهم هذا الموضوع و التعمق فيه نضع عدة أسئلة
متعلقة بالإشكالية كما يلي :
هل
يتم التسجيل المحاسبي لعمليات الفوترة بنفس الطريقة في كل المؤسسات ؟
هل
تستخدم كل المؤسسات المخطط المحاسبي الوطني أم لها مخطط محاسبي خاص بها ؟
هل
كل المؤسسات تطبق المبادئ المحاسبية ؟
في الجانب النظري نتبع المنهج الوصفي التحليلي
و الذي نستعرض فيه معلومات (بيانات) تخص كل ما يتعلق بالمحاسبة ، أما في الجانب
التطبيقي (في الدراسة) سوف نتابع بالمنهج الوصفي التحليلي بأخذ حالة سونطراك .
و
يظهر للمحاسبة دورا هاما في المؤسسة بطرح الأسئلة التالية :
ما
هي الأموال الموجودة بالمؤسسة ؟ هل هي كافية ؟
فبفضل
المحاسبة تستطيع المؤسسة الإطلاع على وضعيتها المالية فيما يخص الأسباب التي دفعتني
لإختيار هذا الموضوع ترجع إلى :
الأسباب
الموضوعية :
حتى نبين ما سبق ذكره عن المحاسبة أن دورها الأساسي هو التسجيلات المحاسبية
لكل العمليات التي تقوم بها المؤسسة خلال نشاطها و يكون هذا بالتسلسل الزمني .
الأسباب
الذاتية : فهي راجعة إلى تخصصي في "المحاسبة" لمدى
رغبتي بدراستها و فضولي لمعرفة تقنية (طريقة) التسجيلات المحاسبية لعملية الفوترة
بالمؤسسة و لتوسيع معارفي ميدانيا .
قسمنا
الموضوع المدروس إلى جزئين :
الجزء
الأول : نتناول
فيه الجانب النظري و نتطرق فيه إلى المؤسسة ، المحاسبة ، القواعد الأساسية
المحاسبية و أخيرا ماهية الفوترة في المؤسسة .
الجزء
الثاني : يكون
عبارة عن تطبيق للجزء النظري في المؤسسة "سونطراك" .
سنتناول
فيه تعريف المؤسسة و تاريخها ، دورها و وظائفها ، إدارة المحاسبة العامة و التنظيم
المحاسبي داخل المؤسسة ، مصالح دائرة المحاسبة و المالية و التركيز على دراسة
تفصيلية لمصلحة الموردون الأجانب و استناج كيف تتم التسجيلات المحاسبية بطرح
الأسئلة التالية :
هل
للمؤسسة "سونطراك" نظام (طريقة) خاصة بها في التسجيلات المحاسبية ؟
بما
أن للمؤسسة مديريات في المناطق الصحراوية قبل تجمع التسجيلات المحاسبية ، في آخر
كل مدة ؟ هل تصحيح الأخطاء يكون بالطريقتين المتعارف عليهما القيد العكسي أو
المتمم للصفر ؟ هل تحترم المخطط المحاسبي الوطني في تقريعها لحساباتها ؟
أما أهداف البحث فتتمثل خصوصا في :
-
كيف تتم التسجيلات
المحاسبية لعملية الفوترة داخل المؤسسة "سونطراك" .
-
معرفة إن كان لديهم
مخطط محاسبي خاص بهم .
-
طرق دفع الفواتير .
-
كيف تمول المشاريع .
الفصل
التمهيدي : المؤسسة
تمهيد .
المبحث الأول : عموميات حول المؤسسة .
المطلب الأول : مفاهيم و تعاريف .
المطلب الثاني : أنواع المؤسسات .
المطلب الثالث : خصائص المؤسسة .
المبحث الثاني : دور و أهداف المؤسسة في
الإتجاهات التالية
المطلب الأول : إتجاه أصحابها .
المطلب الثاني : إتجاه العاملين .
المطلب الثالث : إتجاه المستهلكين و
المجتمع .
المبحث الثالث : وظائف و محيط المؤسسة .
المطلب الأول : الوظائف .
المطلب الثاني : المحيط .
الفصل
التمهيدي : المؤسسة
لقد شغلت المؤسسة الإقتصادية حيزا
معتبرا في كتابات و أعمال الإقتصاديين بمختلف إتجاهاتهم ، بإعتبارها النواة
الأساسية في النشاط الإقتصادي ، كما أنها تعبر عن العلاقات الإجتماعية لأن العملية
الإنتاجية بشكل عام يتم نشاطها ضمن مجموعة من العناصر البشرية متعاملة فيما بينها
من جهة ، و فيما بينها و العناصر المادية و عناصر أخرى معنوية من جهة أخرى ، كما
يشمل تعاملها المحيط .
و نظرا للتدخلات الموجودة في المؤسسة رغم أنها
لا تظهر جليا ، فإن التطرق إلى دراستها يستوجب الحذر مع توخي الدقة و تجنب
المعالجة العامة لهذا الموضوع ، خاصة و أن التطورات التي شهدتها الساحة الإقتصادية
في الجزائر أوقعت كذلك خلطا في بعض المبادئ العامة ، و هذا نتيجة للتطورات العلمية
و التكنولوجية السريعة في القرن العشرين خاصة ، مما أدى إلى إعادة النظر في طرق و
كيفيات التنظيم الإقتصادي على مستوى الإقتصاد الكلي و على المستوى الجزئي (
المؤسسة ) ، و المؤسسة تبعا لذلك إتخذت أشكالا و أنماطا لم يكن يتصورها البعض قبل
أو أثناء قيام الثورة الصناعية في أوروبا ، كما أنه قد يشمل دورها مجالا واسعا ،
فبالإضافة إلى الدور الإقتصادي و الإجتماعي تطور دورها إلى الناحية السياسية (
شركات متعددة الجنسية ) ثم إلى الناحية العسكرية و العلمية ( أبحاث داخل مخابر
المؤسسة أيضا ) .
و قد رأينا هنا أنه لا يمكن التطرق إلى موضوع
المؤسسة إلا مرورا على مدخل يشمل بعض العناصر المتعلقة بالمؤسسة و مكوناتها و كذلك
تطورها عبر التاريخ .
المبحث
الأول : مفاهيم و تعاريف
المطلب
الأول : مفاهيم
I-1- مفهوم المؤسسة في الفكر الرأسمالي :
ينظر الفكر الرأسمالي إلى المؤسسة على أنها
" مشروع لتحقيق الربح و أن نجاح هذه المؤسسة يعني نجاح الإقتصاد الوطني و
بالتالي إذا كان المعيار هو الربحية فالوحدات التي لا تحقق الربح تقصى من دائرة
نشاط المؤسسة و هذا ما جعل طبيعة نشاط المؤسسة في القطاع الرأسمالي بالغ الأهمية
" .
I-2- مفهوم المؤسسة في النظام الإشتراكي :
لما كان للنظام الليبرالي لا تخلوا من المساويء
التي تعود بالسلب على العامل و خاصة تكديس الأموال الطائلة في أيدي فئة صغيرة من
المجتمع و التي تتحكم في رقاب الأغلبية ظهر فكر آخر كرد فعل على النظام الأول ففي
1917 برز للوجود ما يعرف بالمدرسة الإشتراكية التي ظهرت على أيدي كارل ماركس في
1848 و أبرز أسس هذا المذهب أن الأولوية للمجموع و ليس للفرد في خدمة المجموع كما
أن وسائل الإنتاج ملك للدولة تقسمها و تحدد عملية الإنتاج عبر المخططات تحدد
الأجور . أو بمعنى آخر إن كل دواليب التسيير يعود إلى الجهاز المركزي ( مركزية
الدولة حيث أن المستهلك لا دخل له في تحديد الإنتاج أو في إتخاذ القرارات ، و
بالتالي فنظرة هذه المدرسة للمؤسسة أنها وسيلة للتنمية في يد الدولة تتدخل مباشرة
في وضع عملية التخطيط للمؤسسة و هدفها يتمثل في تلبية حاجيات المجتمع .
إن من
بين عناصر التشابه بين النظامين نجد أن :
-
المؤسسة تقوم على أساس العمل الجماعي للعاملين فيها .
-
تصنيف المؤسسة في النظامين قوة العمل إلى وسائل الإنتاج الموجودة قصد القيام
بالعملية الإنتاجية .
-
تكون المؤسسة الوحدة الأساسية في الإقتصاد الوطني .
-
إنتاج المؤسسة لقصد خدمة البلد .
أما
عناصر الإختلاف فهي كالتالي :
-
ملكية عناصر الإنتاج في النظام الإشتراكي تابع للدولة و في النظام الرأسمالي تابعة
للمساهمين .
-
الهدف : المؤسسة الإشتراكية هدفها تلبية المطالب الإجتماعية حتى و إن تخلت عن
الربح أما المؤسسة الرأسمالية فهدفها الربح لا غير .
-
المؤسسة الإقتصادية في النمط الإشتراكي تابعة لخطة تقوم الدولة برسمها ( التخطيط )
، أما في النمط الرأسمالي فهي حرة في الإنتاج حسب العرض و الطلب .
I-3- المفهوم الحديث للمؤسسة :
توجد نظرة حديثة للمؤسسة مختلفة عن النظرات
الأخرى فلا تنظر إليها من زاوية واحدة فقط و تهمل باقي الزوايا ، فالتطور الحديث
أكثر شمولية حيث يرى أصحابها أن المؤسسة شبيهة بالهيكل البيولوجي للكائن فالمخ
تقابله الإدارة و الأعضاء كالرأس و اليدين تقابلها مصالح أقسام المؤسسة ، مصلحة
التموين ، الإنتاج ، البيع ...
و
كذا شبكة المعلومات التي تربط أعضاء الجسم بالمخ نجدها في المؤسسة في نظام قائم
بالمعلومات تتجمع و توجه عند أعلى السلم .
П- التعاريف :
П-1- التعريف الإصطلاحي : إن كلمة المؤسسة هي في الواقع ترجمة لكلمة
"Entreprise"
كما أنها ترجمت لكلمتين Undex talking , firm .
П-2- التعريف العام للمؤسسة :
فهو
وحدة إقتصادية تستجمع فيها الموارد البشرية و المادية اللازمة للإنتاج الإقتصادي و
هدفها توفير الإنتاج لغرض تسويقه و هي منظمة و مجهزة بكيفية توزع فيها المهام و
المسؤوليات ، و هناك من يعرفها بأنها تنظيم إقتصادي مستقل ماديا يجمع بين عوامل
إنتاجية قصد توفير الإنتاج ( سلعي أو خدماتي ) لغرض تسويقه .
П-3- مفهوم آخر للمؤسسة : إن أغلب التعاريف الخاصة بالمؤسسة تقدم على أنها
وحدة إنتاج للسلع أو الخدمات و هناك من ينظر إليها على أنها متعددة النشاطات ، و
منها من ينظر إليها على أنها وحدة توزيع .
П-4- تعريف المؤسسة على أنها وحدة إنتاج :
1-
المؤسسة هي عون إقتصادي وظيفتها الأساسية إنتاج السلع و الخدمات الموجهة للبيع في
السوق .
2-
المؤسسة عبارة عن تجمعات بشرية لها ترتيب مرمي تستخدم الوسائل الفكرية و المادية و
المالية من أجل إستخراج تحويل ، نقل و توزيع السلع و الخدمات وفقا للأهداف معينة
تحدد من قبل الإدارة بقصد حافز الربح أو المنفعة الإجتماعية بدرجات مختلفة .
3-
المؤسسة هي تنظيم يستخدم مختلف الوسائل تسمى عوامل الإنتاج بصورة مثلى قدر الإمكان
من أجل بلوغ الأهداف التي تم تحديدها بغرض الإنتاج أو تسويق السلع و الخدمات .
П-5- المؤسسة تعريف مبسط : المؤسسة هي مجموعة من الوسائل المادية
التكنولوجية المالية و البشرية المنظمة بهدف خلق لثروة "القيمة المضافة"
من خلال تعظيم الأرباح و تدنية التكاليف .
المطلب
الثاني : أنواع المؤسسات
يمكن تصنيف المؤسسات بصورة عامة إلى ثلاثة
تصنيفات : تصنيف قانوني ، تصنيف إقتصادي ، تصنيف لطبيعة الملكية .
I- التصنيف القانوني : يسمح لنا الشكل القانوني بدراسة الملكية ، و
سلطاتها على المؤسسة و علاقتها مع الغير كما يسمح بتوضيح مدى إستقلالية المؤسسة
إتجاه الدولة و إتجاه المؤسسات الأخرى .
و
من جهة أخرى فإن القانون الأساسي للمؤسسة يعتبر مؤشرا هاما بالنسبة للدائنين ، حيث
يتعرفون من خلاله على حدود مسؤولية صاحب أو أصحاب المؤسسة ، الشركاء أو المساهمين
.
و
على هذا الأساس يمكن تصنيف المؤسسات من الناحية القانونية إلى :
-
القطاع العام .
-
القطاع الخاص .
ينقسم
القطاع الخاص إلى : - قطاع رأسمالي .
- قطاع إقتصادي
إجتماعي .
القطاع
الرأسمالي : يهدف إلى تحقيق الربح ، و يكون مبدأ
التصويت فيه ، كل سهم يقابله صوت واحد ، و يقسم إلى مجموعتين :
I-1- المؤسسات الفردية : و التي يمتلكها شخص واحد أو عائلته ، و أهم ميزاتها
:
-
سهولة التنظيم و الإنشاء .
-
نتائج أعمال المؤسسة هي مسؤولية صاحب المؤسسة ، و هو الذي يقوم بالإدارة .
أما
من عيوب هذه المؤسسة هي كالتالي :
-
صعوبة الحصول على قروض من المؤسسات المالية .
-
ضعف الخبرة لدى المالك الواحد ، مما يعرض المؤسسة لمشاكل فنية و إدارية .
-
قلة رأس المال ، لأن صاحب المؤسسة هو الممول الوحيد لها .
-
كافة ديون المؤسسة يتحملها صاحب المؤسسة لوحده .
I-2- مؤسسة الشركاء : و هي مؤسسات ترجع ملكيتها لشخصين أو أكثر فيلتزم
كل منهم بتقديم حصة من المال أو من العمل و يقتسمون الأرباح و يتحملون الخسارة
بحسب الحصص و الأسهم و لها عدة أشكال :
I-2-1- شركة الأشخاص : كشركة التضامن و التوصية البسيطة و الشركات ذات
المسؤولية المحدودة .
*
من مزاياها كالتالي :
-
سهولة التكوين فهي تحتاج إلى عقد شركاته .
-
تسهيل عملية التسيير نظرا للإختصاص كل شريك في مهمة معينة .
-
سهولة الحصول على القروض ، و زيادة رأس المال بسبب تضامن الشركاء .
-
تحمل الخسارة من طوق الشركاء يقلل من فداحة الخسارة بالنسبة لكل شريك .
*
و من عيوبها ما يلي :
-
حياة الشركة معرضة للتصفية في حالة إنسحاب أو موت أحد الشركاء .
-
المسؤولية غير محدودة للشركاء .
-
إثارة التفاعلات و سوء التفاهم و التعارض في إصدار القرارات يعود بالسلب على
المؤسسة .
I-2-2- شركة الأموال : و تتمثل في شركات المساهمة و التوصية بالأسهم ،
من مزاياها :
-
إمكانية الحصول على القروض بشكل أسهل و أسرع .
-
إستقرارية حياة المؤسسة .
-
إمكانية إستخدام ذوي المهارات و الكفاءات العالية .
و
من عيوبها ما يلي :
-
تعدد الرقابة بسبب كثرة المساهمين فيها .
-
عدم الإهتمام الفعال بشؤون الشركة من طرف مسيريها .
-
ظهور البيروقراطية و مشاكل إدارية .
П- أنواع المؤسسات تبعا لطبيعة الملكية :
П-1- المؤسسات الخاصة : و هي التي تعود ملكيتها لفرد أو لمجموعة أفراد
مثل شركة الأشخاص و شركات الأموال .
П-2- المؤسسات العامة : و هي التي تعود
ملكيتها للدولة و التي تهدف لتحقيق المصلحة العامة للمجتمع و في الأغلب تتدخل
الدولة في قطاع الطاقة ، النقل ، الفلاحة ، الصناعة الثقيلة ( قطاع المحروقات في
الجزائر سونطراك) .
П-3- المؤسسات المختلطة : و هي المؤسسات التي تعود ملكيتها بصورة مشتركة
بين القطاع العام و الخاص مثل بعض المؤسسات التي باعت بعض أسهمها للمواطنين قصد
تمويلها من جديد .
Ш- أنواع المؤسسات تبعا للطابع الإقتصادي : و نميز الأنواع التالية :
Ш-1- مؤسسات فلاحية : هي تلك المؤسسات التي تقوم باستغلال الأراضي و
الثروات الحيوانية و النباتية مثل مزرعة تربية الدواجن .
Ш-2- مؤسسات صناعية : و هي المؤسسات التي
تقوم بصناعة منتوج إبتداء من مواد أولية و بعد ذلك تقوم بعملية بيعها للمستهلكين و
نميز نوعين : مؤسسات صناعية ثقيلة ، و التي تتطلب رؤوس أموال ضخمة و مهارات عالية
، و مؤسسات صناعية حقيقية كالصناعات التحويلية ( مصنع المواد و المعلبات ) .
Ш- 3- مؤسسات تجارية : هي المؤسسات
التي تقوم بإعادة بيع السلع و المنتوجات في حالتها الأولى بدون إدخال أي تغيير
عليها مثل الأروقة .
Ш-4- مؤسسات خدماتية : و هي التي تقوم
بتقديم خدمات معينة مثل : مؤسسات النقل ، البريد و المواصلات ، المستشفيات ،
التأمينات ، المؤسسات الجامعية ... الخ .
المطلب
الثالث : خصائص المؤسسة
من
التعاريف السابقة للمؤسسة يمكن إستخلاص الخصائص التالية :
I- الشكل الإقتصادي : و يكون على شكل سلع
أو على شكل وسائل الإنتاج أو خدمات يستعملها المواطن ، و لكي تستمر عملية الإنتاج
لابد من ضمان الموارد المالية و يكون ذلك عن طريق الإعتمادات أو القروض أو الجمع
بين هذه العناصر ، و التحديد الواضح للأهداف و السياسة و البرامج و أساليب العمل
فكل مؤسسة تصنع أهداف معينة تسعى لتحقيقها .
П- الشكل التقني : المفهوم التكنولوجي و التقنيات الحديثة التي
تتطور بإستمرار حيث كل دورة إنتاجية فيها إدخالات جديدة و بالتالي تأتي بمعلومات
تقنية جديدة .
Ш- الشكل القانوني : تعتبر المؤسسة شخصية معنوية قانونية مستقلة تحمل
إسما خاصا ، لها ميزانيتها و لها خطتها الخاصة بها ، ملكيتها الخاصة و لها حقوق ،
و صلاحيات و هي مسؤولة أمام العدالة .
IV- الشكل الإجتماعي : المؤسسة لها طابع
جماعي بالنسبة للعمال إنتاجها مرتبط بمؤسسات أخرى إذا سلعها تفيد مجموعة كبيرة من
المواطنين ، و هناك خصائص أخرى منها :
-
أن تكون المؤسسة
قادرة على البقاء بما يدخل لها من تمويل كاف و ظروف سياسية مواتية و يد عاملة
كافية و قادرة على تكييف نفسها مع الظروف .
-
زوال المؤسسة إذا ضعف
مبرر وجودها أو تضاءلت كفاءتها .
المبحث
الثاني : دور و أهداف المؤسسة
المطلب
الأول : إتجاه أصحابها و إتجاه العاملين
I- إتجاه أصحابها :
-
البحث عن أفضل ربح بأقل تكلفة ( التكاليف ) و ضمان زيادة مستمرة في الربح .
-
تكثيف مستمر في عملية إعادة الإنتاج يعني النمو و الزيادة الإنتاجية .
П- إتجاه العاملين :
-
تحسين متواصل لوضع العمال ( الوضع المالي ، ظروف و شروط العمل ، المنح ، المواصلات
، الترقية ، العطل ، التكوين ، ... ) .
-
تحقيق الأمن و الإستقرار في الشغل بالنسبة للعامل .
المطلب
الثاني : إتجاه المستهلكين و المجتمع
I- إتجاه المستهلكين :
-
تلبية حاجيات المستهلكين المحليين بأثمان معقولة و هو الهدف الرئيسي للمؤسسة ، و
يتمثل هذا في النوعية العالية للمنتوج ، تقديمه في وقته المحدد تسليم و توزيع
المنتوج حسب العقود المبرمة ، و كل هذا يحتاج إلى دراسة فاحصة لحاجيات المستهلك و
أذواقه لكي يقدم له المنتوج حسب الطلب .
П- المجتمع :
-
الإستقلال الإقتصادي على المستوى الوطني و ذلك بتقليل الواردات و زيادة الصادرات
من الإنتاج المحلي و بذلك تضمن دخلا معتبر من العملة الصعبة .
-
رفع المستوى المعيشي للأفراد .
-
إمتصاص الفائض من اليد العاملة أي محاربة البطالة .
-
إحساس العامل بروح المسؤولية و إعطاؤه المبادرة في العمل .
إذن نستطيع أن نعتبر أن المؤسسة هي النواة
الأساسية لإقتصاديات الدول ، لأنها عبارة عن الوحدة المكونة و المنتجة للثروة ، و
أن الدولة تعتمد عليها لبناء سياستها الإقتصادية و الإجتماعية سواء في النظام
الإقتصادي الرأسمالي أو الإشتراكي أو الإقتصادي الحر و حسب نوع المؤسسة ( القطاع
الخاص أو العام ) .
المبحث
الثالث : وظائف و محيط المؤسسة
المطلب
الأول : وظائف المؤسسة
تؤدي المؤسسة عدة مهام بفضل إندماج و تكامل
مجموعة من الوظائف الحيوية التي يمكن تلخيصها فيما يلي :
I- وظيفة الإنتاج : تعتبر كوظيفة أساسية بالنسبة للمؤسسة فهي تقوم
بإنتاج سلع و خدمات قصد تلبية رغبات الأفراد و التي من خلالها تحقق أرباح .
П- وظيفة الإمداد : هذه الوظيفة تخص مؤسسة نشاطها ينعكس على جميع
المصالح و تشتمل على عدة ميادين أهمها :
-
التموين و ضمان تسيير المخزونات .
-
التمويل بحيث تعمل كل مؤسسة على البحث عن مصادر الأموال لتمويل إحتياجاتها و
مشاريعها و الإستعمال العقلاني و الأمثل لمواردها .
Ш- الوظيفة التجارية : بحيث تتمثل في مجموعة من العمليات التي من
خلالها تتم مبادلة السلع و الخدمات من أجل تحقيق الأرباح يمكن حصر دورها في النقاط
التالية :
-
تخزين البضائع و توزيعها حسب الإحتياجات .
-
تعتبر التجارة كمؤشر و منشط قوي للإنتاج بحيث تساعد على تنويعه ،
و
تقوم بدور العامل القوي في تنفيذ و تطوير الحضارات بحيث تقوم بتوطيد العلاقات بين
الدول 1 .
المطلب
الثاني : محيط المؤسسة
رأينا سابقا بأن للمؤسسة دورا ذو أهمية بالغة
في شتى الميادين و تعتبر موردا هاما للثروة فلا شك من وجود عوامل ساعدتها على
الوصول إلى هذه المكانة و من بين هذه العوامل التي تتأثر بها المؤسسة ما يلي :
I- العامل الجغرافي : إن إختيار موقع تأسيس المؤسسة يلعب دورا كبيرا
في قيامها بالنشاط الذي أنشئت من أجله و نجاحها في بلوغ أهدافها ، فالمنطقة التي
تطل على البحر مثلا تعد منطقة إستراتيجية للمؤسسة بخلاف المناطق النائية ، و إختيار المنطقة يرجع أساسا إلى نوع النشاط
المؤسسة ، فالمؤسسة ذات الطابع الصناعي يجب أن تبنى بعيدا عن العمران كمؤسسات
الإسمنت و في نفس الوقت يجب أن تكون قريبة من المتاجر للحصول على المواد الأولية
بتكلفة رخيصة .
أما
المؤسسات الخدماتية فيجب أن تنشأ في أوساط المناطق العمرانية لتقريب الخدمة من
الزبون .
П- العامل الديمغرافي : يعد الإنسان المحور الأساسي في نشاط المؤسسة فهو
منشئها ، و هو مسيرها فهو المبدع و المفكر و الإنسان يختلف من دولة لأخرى و ذلك
حسب السن و المستوى الثقافي كما يقول ج بودان "لا غنى و لا قوة إلا
للإنسان" لذا يشترط في الإنسان صفات تؤهله للتسيير الأمثل للمؤسسة و من بينها
الذكاء ، الوعي ، روح المبادرة ، روح المسؤولية ، روح الإبداع و التنظيم ، روح
المنافسة .
كما
لا ننسى عنصر الشبيبة فعلى المجتمعات أن تستغل عنصر الشباب أحسن إستغلال و قد يطرح
مشكل في العامل الديمغرافي و يتمثل في الآلة (الربوتيك) قد يقوم بدور رئيسي للمؤسسة
أحسن قيام فتستغني عن اليد العاملة و هذا بدوره يؤدي إلى البطالة ، و الحل في
نظرنا أن الإعتماد على الربوتيك أو على الإنسان يعود إلى ظروف كل بلد ، فبلد مثل
الصين الذي بلغ تعداد سكانه أكثر من مليار و مئتي مليون نسمة الأفضل له أن يعتمد
في مؤسساته على الأنشطة التي تحتاج اليد العاملة كي يمتص مشكلة البطالة ، و أما في
الدول قليلة السكان كالنرويج مثلا فنجد أن تعتمد على الألية في أنشطتها الإنتاجية
.
Ш- العامل السياسي و القانوني : إن الجو السياسي يلعب دورا هاما في توجيه
المؤسسة ، و هذا ما يمكن تسميته بالمحيط الخارجي للمؤسسة و تقصد من ذلك تأثير
القوانين و القرارات السياسية بالطريقة المباشرة على المؤسسة ( القوانين الجنائية قرارات سياسية فيما
يخص التسيير ، التمويل ، ...) ففي النظام الرأسمالي الذي يتميز بالملكية الخاصة و
الحرية نجد أن المؤسسات بها مطلق الحرية في إتخاذ القرارات التي تخدم مصلحتها ما
لم تصادم الصالح العام و أما النظام الإشتراكي الذي تميزه الملكية الجماعية لوسائل
الإنتاج و التخطيط الفوقي من الدولة فإن المؤسسة تكون خاضعة لقرارات فوقية مما
يعرقل أنشطتها و أدى بكثير من المؤسسات إلى الإفلاس فهذا النظام لا يشجع على
المبادرة و روح التنافس .
و
أنا في النظام اللين ( إقتصاد السوق أو ما يعرف النظام المزدوج الذي يجمع بين مركزية
للدولة و حرية المنافسة يحاول أن يوازن بين الدولة و الخواص بأن تهتم الدولة
بالقطاعات الحيوية كالطاقة و الصناعات الثقيلة و تترك و تحافظ على التنافس في
القطاعات الأخرى ...
و
المؤسسة في إطار هذا النظام تجد الحرية في إتخاذ قراراتها أيضا مما يساهم في
إزدهارها .
IV- العامل الخاص بالنقل و وسائله : تحتاج المؤسسة في نشاطها إلى وسائل النقل و
الطرق فهي بمثابة الشرايين الضرورية لعملية نقل المواد الأولية و البضائع ، فالطرق
المعبدة ، و الموانئ و خطوط السكك الحديدية و المطارات تزيد في إنتاجية المؤسسات
الإقتصادية ، و يسهل من عملية النقل ، لذا يعتبر هذا العامل هاما في السير العادي
للمؤسسة .
V- العامل العلمي و التقني : إنهما بمثابة زرا التحكم في المؤسسة فبتطورها و
إتساع مجال إستعمالها تحقق المؤسسة أهدافا بشكل مربح و سريع ، فالمؤسسة التي كانت
تقوم بعملية لتسوية على الأجور مع موظفيها يدويا تختلف عن التي تستعمل الإعلام
الآلي .
إذ
فالعمل العلمي و التقني يبعثان الحيوية في المؤسسة فبهما تسيير قدمت و تربح وقتا
أكبر ، لذا يجب أن يكون هيكل المؤسسة قابلا للتغيير في أي وقت إستجوب ذلك حتى
تتمكن من معانقة كل ما هو جديد .
0 تعليق على موضوع "التسجيل المحاسبي"
الإبتساماتإخفاء